السبت، 25 مارس 2017

كثير ما نتحدث عن جمال الأردن وروعة الطبيعة على أرضها.. لكننا لا ندرك حقيقة ما نقول فعلاً الا بعد ان تدوس اقدامنا عليها ونغوص في مياهها وتحدق أعيننا في تكويناتها..
من أبرز معالم الطبيعة على أرض المملكة.. وادي بن حماد.. تلك القطعة الفريدة من قطع الكون الجميلة … ارتسمت على صفحات الأردن لتكون مشهداً لكل مغامر ومستكشف ومحب للطبيعة .
فما ان تنساب قدميك عبر دفيء مياه وادي بن حماد حتى تدرك أن الحياة فيه مكتملة بعناصرها الأربعة ( الماء والتراب والريح والنار)
تكثر الزيارات لوادي بن حماد في فصل الصيف… حيث ترتشف روح نشوة محبة الارض التي تنساب عليها.. ليستقبل الوادي زواره المارين به ليكون محطة استراحتهم..
غير ما يمر به من نسيمات ربح جبلية تعطي المار من بين جنباته برهة من الانتعاش.. تخفق الروح بنسمتها المعطرة من عبق الزهور المتدلية من بين شقوقه.. ونار من لهيب الشمس تتصاعد في الأفق وتطل بين الفينة والأخرى .. تلسع جباه المارين بها من حرارة اللقاء
وادي بن حماد سر من أسرار الكون … سرداب مائي ساحر وجميل… سيمفونية تسمع ألحانها الهائمة في أجواء المكان … متحف فريد لوحاته بديعة… حجارته جاثمة بين جوانبه تحكي قصة كل قطرة ماء تدفقت فيه …وتتدلى عناقيد النخيل بين تشققات الصخور فتشكل غابة معلقة بين السماء والأرض…مرة تستوقفك شلالات المياه العذبة لتروي عطشك .. وتستوقفك مرة أخرى شلالات المياه المعدنية الحارة التي تجبرك على الاسترخاء واخذ قسطاً من الراحة والاستجمام تحت ميائها الدافئة.
تاريخ وادي بن حماد
سمي الوادي باسم وادي بن حماد حسب الباحثين نسبة الى بني حماد الذين جاءوا من الأندلس عام 1492 ويقال انه سكن نصفهم في الوادي والنصف الثاني ارتحل الى منطقة عجلون في شمال الأردن .. وكان يعتقد في الماضي بان وادي بن حماد منطقة أولياء في زمن الفاطميين وكان السكان المحليين وجيرانهم وحتى البعيدين منهم يتوافدون للوادي للعلاج من شتى أنواع الإمراض وكان المرضى المصابين بالعقم يقدمون النذور والذبائح للأولياء من اجل الحصول على ذريه
يقع وادي بن حماد في الشمال الغربي لمدينة الكرك وتنساب المياه فيه وتنبع من عين الفارعة وعيون وادي الفوار وتبدأ تتدفق المياه الباردة عبر وادي بن حماد من بين البساتين والمزارع الممتدة على أطرافه بمسافة 2 كلم ويصل طول وادي بن حماد من الملاقي مع وادي الفوار 15 كيلومترات حتى نهايته على الطرف الجنوبي للبحر الميت. ويبدأ المغامرين عادة من منطقه الحمامات المعدنية سيرا على الإقدام باتجاه الغرب مروراً في الممر الصخري ( السيق ) والذي يمتد لمسافة تصل الى 3 كلم تقريباً وبعدها يبدأ الوادي بالاتساع حتى ينتهي في منطقه البحر الميت. يحتاج المغامرون الي 4 ساعات لاجتيازه ولا يحتاج الى مهمات خاصة او حبال  سوى ثقتهم بأنهم قادرون على اجتياز مياه قد يصل عمقها في أقصى حد الى نصف المتر.
ويمكن للزائر القادم من عمان ان يسلك الطريق الصحراوي باتجاه الكرك ثم ينعطف في طريقة الى بلدة الربه ثم يتجه الى بلدة راكين ومنها الى بلدة بتير ويمر من خلالها الى الطريق المعبدة المؤدية الى وادي بن حماد , وبالرغم بأن الطريق متعرج ومنحدر جداً الا ان الكثير من الزوار يسلكونه ويحتاج الى تأني في قيادة السيارة والانحدار فيه حوالي 4 كلم فقط ولا يشكل ايه خطورة لكل من يقود بحذر . وتنتهي الطريق الى الحمامات المعدنية في نهاية الطريق المعبد, ويجد الزائر مرافق صحية وموقع للتخييم وبرك مياه ساخنة تشرف عليها جمعية موظفي بلدية الكرك.
والمياه المعدنية الحارة تعالج أمراض كثيرة مثل الروماتزم وأمراض وأورام المفاصل وتعالج الأمراض الجلدية ومهمة جدا في العلاج الطبيعي وتفيد في أمراض كثيرة ومتعددة ينصح الأطباء بالاستشفاء من خلالها.
ولكي لا يفسد تذوق اكتشاف سحر وادي بن حماد، اجعل شغفك به وقدميك تأخذك اليه .. فهو يستحق حقاً الاستكشاف والمغامرة فيه.